كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب فإني لم أقله إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة (1) .
وقال أبو سعيد حاتم بن أحمد الكندي: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور ما رأيت واليا ولا عالما فعل به أهل نيسابور ما فعلوا به استقبلوه مرحلتين وثلاثة.
فقال محمد بن يحيى في مجلسه: من أراد أن يستقبل محمد بن إسماعيل غدا فليستقبله.
فاستقبله محمد بن يحيى وعامة العلماء فنزل دار البخاريين فقال لنا محمد بن يحيى: لا تسألوه عن شيء من الكلام فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن فيه وقع بيننا وبينه ثم شمت بنا كل حروري وكل رافضي وكل جهمي وكل مرجئ بخراسان.
قال: فازدحم الناس على محمد بن إسماعيل حتى امتلأ السطح والدار فلما كان اليوم الثاني أو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن.
فقال: أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا.
فوقع بينهم اختلاف فقال بعض الناس: قال: لفظي بالقرآن مخلوق وقال بعضهم: لم يقل حتى تواثبوا فاجتمع أهل الدار وأخرجوهم (2) .
__________
(1) " تاريخ بغداد " 2 / 32 و" طبقات السبكي " 2 / 230 و" مقدمة الفتح ": 492.
(2) إن البخاري والكرابيسي وأحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي متفقون كلهم على أن القرآن كلام الله لفظه ومعناه لا يختلفون في ذلك كما هو واضح من أقوالهم المأثورة عنهم.
لكنهم اختلفوا في قول الإنسان: لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق.
فأنكر ذلك الامام أحمد والذهلي.
لان اللفظ يراد به أمران: أحدهما الملفوظ نفسه وهو غير مقدور للعبد ولا فعل له فيه والثاني التلفظ به والاداء له وهو فعل العبد.
فإطلاق الخلق على اللفظ قد يوهم المعنى الأول وهو خطأ وإطلاق نفي الخلق عليه قد يوهم المعنى الثاني وهو =